مقالات واراء

السلطة الفلسطينية إلى أين … التحديات والفرص

احجز مساحتك الاعلانية

إعداد : علاء الفار
فى ظل ماتشهده منطقة الشرق الأوسط من احداث وتغيرات ديموغرافية وتحولات سياسية وانشغال ماتبقى من الدول العربية بتحديات الداخل سواء على الصعيد الإقتصادى أو حتى على مستوى مواجهة الإرهاب ، وفرض الأزمة السورية نفسها على المشهد ومن ورائها الوضع المتدهور فى كل من ليبيا واليمن ، باتت القضية الفلسطينية ومن خلفها الفصائل والسلطة أمام مستقبل تترنح فيه بين المخاطر والفرص ، مخاطر يفرضها الكيان الإسرائيلى تارة ، وحالة الإنقسام الفلسطينى ومستقبل المصالحة تارة أخرى ، وفرص تتمخض جراء المحاولات الفلسطينية الحثيثة من قبل رئيس السلطة الفلسطينية ( محمود عباس ) دوليا ؛ من أجل اقتناص الإعتراف الكامل بالحق الفلسطينى وإقامة الدولة الفلسطينية خاصة بعد أن نجح فى رفع العلم الفلسطينى بالأمم المتحدة .
وفرص تفرضها المقاومة الفلسطينية بموجاتها المختلفة خاصة الموجة الأخيرة والتى عرفت بانتفاضة السكاكين وما شكلته من هلع للمحتل الإسرائيلى على الصعيدين السياسى والمجتمعى .
حيث تركت انتفاضة القدس تأثيرات بالغة على الدولة العبرية على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية، ويتخوف المستوى السياسي الإسرائيلي من فلتان الوضع وفقدان السيطرة عليها واندفاعها لدرجة انهيار السلطة في حال بلوغها الذروة.
لكن المؤشرات الأخيرة تنبئ أن السلطة تحوّل موقفها، وبدأت أجهزتها الأمنية بإجراءات ميدانية جادة لوقف الانتفاضة، الأمر الذي يزيد من القلق حول مستقبل الانتفاضة الجاري.
وبشأن خيارات الحكومة الإسرائيلية لمواجهتها؛ فهي تتراوح بين الاستمرار في المسار الحالي وهو يجمع بين الضغط والاحتواء، وبين التوجه لتشغيل مسار التفاوض مع السلطة، علماً أن حكومة نتنياهو لن تندفع للمسار
(الثاني) مسار التفاوض إلا حينما تتصاعد الانتفاضة إلى مستويات أعلى، وفي حال توفر قاعدة توافقية له. داخل الائتلاف الحكومي، وربما يضطر نتنياهو لتوسيع أو تعديل ائتلافه في الحالة القصوى لتنفيذ هذا الخيار.
ومن المستبعد أن يلجأ نتنياهو للهروب إلى الأمام من خلال التصعيد على جبهة قطاع غزة، إلا إذا تصاعدت الانتفاضة، وأفرزت ضغوطاً لا يمكن تجاوزها، ولم يتمكن في الوقت نفسه من إقناع ائتلافه بتشغيل مسار التفاوض.
وحتى الفرص التى من الممكن أن تمنحها إنتفاضة القدس الأخيرة باتت مهددة جراء اختلافات الداخل الفلسطينى جراء جدوى تصعيدها أو حتى إستمرارها ، فحركة فتح منقسمة تجاه الانتفاضة، فمعظم قيادتها المتماهية مع أوسلو لا ترغب بتصعيد الانتفاضة، وترغب فقط في استثمارها للضغط على نتنياهو لصالح تشغيل مسار التسوية، والبعض الآخر منها يرغب في الانخراط في الانتفاضة وتفعيلها، ولكنه لا يبدو أنه مؤثر في المعادلة الداخلية لفتح، أما شبابها فهم يشاركون نسبياً وبتردد في الحراك الشعبي الذي بدأ ينحسر بسبب ضغوط الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
أما حماس فترغب بتفعيل الانتفاضة، وتسعى لتصعيدها، ولكنها كما يبدو لا تريد الظهور كمن يتحمل أعباء الانتفاضة؛ لأنها ترغب أن تأخذ الانتفاضة وجهاً وطنياً شعبياً عاماً، ولأنها ربما لا تقدر على ذلك وحدها، وحتى لا يُستفرد بها من جهة الاحتلال.
فالسلطة الفلسطينية أضحت حائرة حيال إنتفاضة القدس بين خشية تصاعد وتيرتها إلى حد تفقد فيه السيطرة على مسارها بالإضافة إلى الضغوط الدولية لوقفها ، وبين مايطمحه رئيسها – أبو مازن – فى استخدامها كآداة ضغط على نتنياهو فى مسار التفاوض .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى